قصص وعبر

قصة عن السعادة وكيف تسعد نفسك في 5 خطوات للسعادة

قصة عن السعادة

قصة عن السعادة

قصة عن السعادة، جميع من في الدنيا عاشوا الفرح وجربوه. لكن لم يحظوا جميعا بشعور السعادة، بل صرف بعضهم حياته كلها بحثا عنها دون جدوى.
السعادة هي خليط من أحاسيس الرضى، الفرح، الراحة، القناعة والطمأنينة. الفرق بينها وبين الفرح هو أن الفرح مؤقت ويختفي بسرعة بينما تدوم السعادة مع الانسان طويلا في حياته.

قصة عن السعادة

أثينا

*ولدت السعادة توأما، كلما تعرضت للقسمة تضاعف حجمها أضعافا مضاعفة، والسعادة كالوحدة تصدر منا نحن ولا تمنح لنا من الغير، السعادة لا تعني الرضا ولكن الرضا يعني السعادة*
أثينا هي شابة في العشرينات تعمل في احدى الشركات متعددة الجنسية وعملها يستدعي الكثير من الترحال. تتقاضى هده الشابة مالا وفيرا في عملها كما أنها ناجحة في عملها بفضل سمعتها الحسنة ورصيدها المعرفي الكبير. كما أنها كانت محط اعجاب العديد من زملائها في العمل خصوصا بكونها دائما محاطة بهالة من الغموض التي تجعلهم دوما يرغبون بمعرفة المزيد عنها وعن حياتها الشخصية.
لكن للأسف، ما لا يعرفونه هو أن أثينا الناجحة والجدية والمثيرة للاهتمام لا تحيطها هالة من الغموض بل هالة من الحزن الشديد الدي تحاول اخفاءه دوما بعزل نفسها عن الاخرين وتجنبها لمشاركة أي شيء متعلق بحياتها الشخصية. لم تكن أثينا حزينة لسبب معين بل هي حزينة فقط بسبب الملل وفقدانها لطعم الحياة التي صارت تبدو لها مجرد روتين يتكرر من أجل أن تجني بعض المال وتصرفه في أشياء لا تحرك فيها ساكنا.
ذات مرة في إحدى الرحلات التي قامت فيها أثينا بالانتقال الى نيويورك من أجل العمل كالعادة، حدث شيء بسيط جدا غير مسرى حياتها للأحسن الى الأبد.
خرجت أثينا بعدما أنهت ترتيب أغراضها في بيتها الجديد لاقتناء أشياء تحتاجها للعيش وعندها لمحت بالصدفة رواية غريبة الغلاف تحمل عنوان ” موت وحياة من رحم واحد” فقامت باقتنائها لكي تزيل بها الملل الدي يخنقها عندما تنتهي من العمل في الشركة. وبينما هي عائدة البيت وتبحث في جيبها عن مفاتيح الشقة ووجهها كالعادة جامد يخلو من أي تعبير كشبح لا حياة فيه لم تجدها في أي من جيوبها. بعدما قررت أن تعود أدراجها لتبحث في الطريق الدي مرت منه عملها تجد المفاتيح استوقفتها فتاة صغيرة ترتدي فستانا ورديا طويلا أمام الشقة وابتسمت في وجهها وسلمتها المفاتيح قائلة لها أنها سقطت منها أمام محل الكتب وهي عائدة فظلت تلحق بها لكي تعطيهم لها لكنها كانت سريعة جدا.
شكرت أثينا الفتاة الصغيرة ومنحتها علبة شوكولاتة كانت بين مقتنياتها فكادت الصغيرة تطير من الفرح. لكن عندما ارادت أثينا الصعود لشقتها رأت أن الصغيرة تعرج في مشيتها واحد قدميها غير مكتمل وهي ترحل وتغني بفمها المملوء بالشوكولاتة.
بقيت أثينا تفكر في تلك الفتاة طيلة اليوم فهي تستغرب من كون الفتاة سعيدة للغاية وبشوشة ومفعمة بالحيوية رغم أنها تعاني صعوبة في المشي ولا تملك حتى عكازا لتستند عليه، تتساءل كيف لعلبة شوكولاتة بسيطة أن تنسيها قدمها المفقودة …

قصة عن السعادة

قبل أن تخلد أثينا للنوم قررت أن تقرأ الرواية التي اشترتها كي تهرب من الأفكار السوداوية التي تخنقها ليلا وتصيبها بالأرق. فتحت الصفحة الأولى فوجدت:
*ولدت السعادة توأما، كلما تعرضت للقسمة تضاعف حجمها أضعافا مضاعفة، والسعادة كالوحدة تصدر منا نحن ولا تمنح لنا من الغير، السعادة لا تعني الرضا ولكن الرضا يعني السعادة*
وبدأت القراءة، الفصل الأول، ثم الثاني، ثم الثالث …
لم تستطع أثينا النوم دون انهاء الرواية لأول مرة في حياتها بل واصلت القراءة خصوصا أنه لازال لديها يومان قبل بدء عملها بالشركة.
“كانت القصة عن أختين تعيشان في بيت به غرفتان من نفس الحجم ويطلان على نفس المكان من خلال الشرفة ويتواجدان في نفس الطابق، إضافة الى حمام ومرحاض مشترك. كانت الفتاة التي على اليمين سعيدة لأنها قررت أن تكون سعيدة وترى الجانب الجيدة من كل شيء ومن كل مصيبة أيضا. بينما لا ترى الثانية الا الجانب المظلم من كل شيء حتى الشيء السعيد تراه مسودا. كانت الفتاتان تعملان في أحد المطاعم تقدمان الطعام للزبناء طيلة اليوم وتعودان للبيت ليلا، كان عملهما متعبا لكن احداهن تمرح بما كتب عليها بينما تتعذب الأخرى به، فكانت فتاة الغرفة التي على اليمين تعود ليلا وترسم اللوحات الجميلة الى أن يغشى عليها في نوم مفاجئ وتستيقظ في الصباح الباكر وهي في كامل نشاطها بينما تعود أختها من البيت وتطفئ الأنوار وتتقلب على السرير منتظرة أن يرحمها النوم بإراحتها من حقيقة الحياة وصعوبة تحمل الوعيقليلا لتستيقظ صباحا بصدر مختنق من فكرة الذهاب لسماع تنمر رئيس العمل وخدمة المزيد من الزبناء الشرهين. عندما توفي والداهما وانقطع مصدر الرزق اختلفت مسارات حياة الفتاتين فالأولى انتحرت بمجرد رؤية ما حدث لوالديها كونهما مصدر أملهما الوحيد كما اعتقدت، بينما فتحت الثانية معرضا للوحاتها الفنية في بيتهما الصغير والدي لقي شهرة كبيرة غيرت مجرى حياتها الى مستوى أفضل”.

قصة عن السعادة

أكملت أثينا أخر فصل في الرواية لتقرأ أخر جملة بصوت منخفض ومسموع
“هكذا هي الحياة، مجرد عملة بين يدي كل انسان، عملة يولد معها كل شخص مند أول ثانية تنفسها، عملة لها وجه كئيب في جهة ووجه سعيد مبتهج في الجهة الأخرى، لكن البعض يطورون مهارة قلب العملة على الوجه الكئيب، بينما يطور اخرون مهارة قلبها على الوجه السعيد. ولك السلطة الكاملة على عملتك”.
مند ذلك اليوم وأثينا تتحرك بنشاط أكبر وتتكلم بحس فكاهة جعلها ترتقي في منصبها في الشركة مرتين. كما أن وجهها صار بشوشا يسر كل من يراه. أصبحت أثينا تشارك أسرتها في مالها فتفرح عندما يفرحون، وتفك كرب بعض المحتاجين وتفرح عندما ترى دموع السعادة تنهمر على خدودهم، أنقدت الكثير من الأطفال المتشردين وأعانتهم من أجل أن يلتحقوا بالمدرسة كما دعمت الكثير من الأرامل واليتامى. صارت أثينا مند دلك أسعد مخلوق على وجه الأرض، تعلمت الاهتمام بنفسها واسعاد نفسها والاستمتاع بأبسط شيء كبرودة الصباح وجمال الترحال واكتشاف أماكن جديدة. حتى بيتها الدي اعتادت أن تتركه مسدول الستائر مظلما وصامتا كالقبر جعلته الان يرى بعض النور وملأته بالزهور وقامت بتربية قطة وكلب يكسران صمتا البيت ويمنحانه الحياة. كان بيت أثينا مثيرا للبهجة حيث تتلقى زيارات وهدايا شكر من أشخاص لا تتذكرهم هي بينما يتذكرونها هم جيدا ويتذكرون دعمها لهم وتحسن حياتهم التي كانت هي السبب فيه.
القصة من تأليف: مريم برديش
 لا يسمح أبدا بنسخ القصة ونشرها في مكان أخر الا بعد أخذ اذن من المؤلف لتفادي”
 “الوقوع في مشاكل
للتواصل مع المؤلف: bardichmariam11@gmail.com

فوائد قراءة قصة عن السعادة

قراءة قصة عن السعادة يساعد على التوعية على مدى أهمية الأشياء التي يملكها الشخص والنعم التي أنعم الله به عليه. وأيضا تساعد على تعلم القناعة والرضا وتقدير الحياة التي يعيشها الشخص مهما كانت ظروفه. كما أن القراءة بصفة عامة سواء قراءة القصص أو قراءة الكتب أو الروايات، تساعد على إعطاء شعور بالإستمتاع والسعادة والفرح.

كانت هذه أجمل قصة عن السعادة، نتمنى أن تنال إعجابكم.



المراجع:

فوائد قراءة قصة عن السعادة -موسوعة القصص الواقعية.

منافع قراءة قصة عن السعادة -موسوعة موضوع.

قصة عن السعادة -قصص.

السابق
قصة عن الثقة بالنفس
التالي
دعاء فك السحر

اترك تعليقاً