قصص وعبر

اروع قصة حب واقعية.. من اروع قصص الحب الواقعية

قصة حب

قصة حب

أحيانا تحدث قصة حب بين شخصين صادقين لا يطيقان بعضهما. ليس هذا فقط وإنما قد يكونان من بحرين متنافرين يصعب دمجهما ومن معتقدين متضادين يصعب خلق الحب بينهما. لكن قدرات الحب لا يستهان بها، يستطيع الحب الخروج والبدء من أكثر التفاصيل صغرا.  قصة الحب خاصتنا قصة حقيقية بين شخصين عاشقين جدا أسميتهما استعارة أمين وجوديا.

قصة حب واقعية

جوديا هي فتاة عشرينية من أب يهودي وأم مسيحية. فتاة حادة الملامح، ناعمة المشاعر، منفتحة الفكر ومصابة بهوس القراءة. انتقلت عائلة جوديا إلى لبنان بعد طلاق والديها، عندما قررت الإستقلال بحياتها والإعتماد على نفسها في كل شيء. كانت تزور والديها مرة كل صيف، وتعمل في شركة صناعة السيارات متعددة الجنسيات في بيروت. لدى جوديا وجه بيضوي تزينه عينان رماديتان، أشبه بعيون القط الذي يرغب بالصيد، وفم شاحب مغطى بأحمر شفاه خفيف ليمنحه لونا. كانت دائما تجمع شعرها البني المتموج في شكل ديل الحصان.

أما أمين فقد كان فتى بسيطا من أصول لبنانية، وكان خريج كلية الإقتصاد. أمين ولد خجول يبلغ ثلاثين سنة من العمر، وكان حاد الذكاء لكن خجله يجعله يبدو غبيا أحيانا. بطلنا هذا ليس مهووس القراءة، بل مهووس التضرع والصلاة والنهوض باكرا. كان من عاداته الإستيقاظ قبل الفجر للصلاة والدعاء، والإعتناء بالنباتات وبقطط الشارع الذي يقطن فيه. كما أنه شخص قليل الكلام لا يملك الكثير من العلاقات الإجتماعية، ما جعل الناس يشعرون أن به لمسة من الغموض.

بينما جوديا ناجحة في عملها تتلقى أجرة جيدة مقابله وتستمتع، يقوم أمين كل يوم بالبحث عن عمل دون جدوى. يتوتر في كل المقابلات الشفوية التي يجتازها، فيبدو ضعيف الشخصية فيتم رفض ترشحه للعمل. لم تكن تتراكم على كاهله كثرة الرفض الذي تعرض له، بحيث كان في بداية كل يوم وكأنه يمحو ذاكرته ويبدأ من جديد.

قصة حب

صادف أن تصبح جوديا جارة أمين الجديدة في الحي، عندما قامت بالرحيل للحصول على بيت أكبر بحديقة. بل كان بيتها قريبا بشكل كاف ليسمع نباح كلبها في طنين أذن أمين ليحرمه من النوم كل ليلة. كان أمين يصاب كل ليلة بالأرق حتى بدأ الغضب يتخلله وهو لا يعلم من صاحب الكلب المزعج. استمر الأمر لشهور تغيرت فيها عادة أمين حيث صار الأرق يعجزه عن الإستيقاظ باكرا في الصباح. هكذا بدأ كره أمين لصاحب الكلب المجهول. بينما جوديا مستمتعة لا تحيط بأي شيء علما.

في أحد الأيام، استيقظ أمين على صوت هاتفه في الظهيرة عندما كان غارقا في النوم كغير عادته. كان الهاتف من رقم مجهول، ولما أجاب فوجئ بأن إحدى الشركات متعددة الجنسيات قامت بقبوله ليعمل في منصب مميز للغاية. كان ذلك العمل الذي أدخل السرور لحياة أمين هو نفس العمل الذي أدخل الحزن لحياة جوديا، والتي تعرضت للطرد ليأخذ أمين مكانها ولا أحد منهما يعرف الأخر أو ما حدث.

بينما كان أمين يستعد لبدء يومه الأول بالعمل، كانت جوديا تستعد للخروج للركض. كان الركض طريقتها للتخلص من غضبها وحزنها، والحصول على لحظة خلوة قرب الطبيعة لتفكر بحل لمشكلتها. بينما كل منهما خارج من بيته نحو مقصده، التقيا لأول مرة في الشارع. هنا عرف أمين صاحب الكلب، وبغير قصد منه رمقها بنظرة قاسية جعلتها منزعجة منه كثيرا.

استمر الحال هكذا بلقائهما من بعيد لبعيد وهما غاضبان من بعضهما بسبب كلب ونظرة. كانت جوديا قد استغلت جزء من منزلها وما كانت تدخره من مال وفتحت مقهى صغيرا للكتب. كان المقهى بسيطا ومختلفا، لكن كان يرتاده الكثيرون من مختلف الأعمار، بل منهم من يأتي من باب الفضول والرغبة بالإستكشاف. بهذه الطريقة وجدت لنفسها نقود لتعيش بها دون الحاجة للعمل.

كان أمين بينه وبين نفسه معجبا بشجاعتها وقدرتها الشديدة على التأقلم مع الأزمات المالية المفاجئة. كان يشعر أنها تملك كل تلك الشجاعة التي تنقصه. لكنه ورغم غضبه منها الى أنه ودون أن يعلم بدأ يشعر بفضول حولها وحول من تكون.

توقف أمين ذات يوم أمام مقهى الكتب خاصتها لسبب لا يعرفه واستمر بالنظر عبر الزجاج. خالجته الرغبة بالدخول لأن المكان بدا دافئا، لكن شيئا بدخله استكبر واستنفر الفكرة. في اليوم التالي فعل الشيء نفسه ورحل. بعدها أكمل حياته بشكل عادي ليكرر نفس الوقفة بعد مرور أسبوعين. لكن هده المرة نظر بشكل أفضل ليصدم بأن كل وقفاته تلك سجلتها كاميرا المقهى.

بعد مرور شهور أخرى. خرجت جوديا للتجول مع كلبها وكان أمين يسقي أشجار البلكونة وسماعات الأذن تتلو في ادانه آيات من القران الكريم. في تلك اللحظة افلتت جوديا كلبها المتحمس فهرول الى الشارع لتصدمه سيارة وتقع هي في صدمة وتجهش بالبكاء. وهنا بدأت قصة تتطور بشكل متسارع يوما بعد يوم.

كان أمين وجوديا وصاحب السيارة ينظرون جميعا إلى الكلب الذي يلتقط أخر أنفاسه بحزن. وكان أمين الذي لطالما كره الكلب يتشعر كأنه سيشتاق لإزعاجه. خرج أمين من بيته مسرعا للحاق بالحدث، فما أن اقترب لينظر للكلب حتى صرخت جوديا في وجهه أن يبتعد. لم يفهم أمين سبب ردة فعلها العدائية، لكنه ظن أن الصدمة كانت السبب فلم يقم بأي ردة فعل وتراجع للوراء.

في الأسبوع الذي يليه، بدأ القلق يتسرب إليه لأن جوديا لم تظهر أبدا. كما أن كل نوافذ بيتها والمقهى مغلقة والضوء منطفئ باستمرار. كان يرغب بزيارتها ليطمئن لكنه تردد بسبب كون تعارفهما تعارفا غير ودود. واستمر بالمراقبة من بلكونة بيته، إلى أن ظهرت جوديا أخيرا مصفرة الوجه، منحنية الرأس، وحزينة تقوم بفتح المقهى من جديد. وجد أمين نفسه يبتسم بغباء لا يعرف سببه، لكنه سرعان ما تجاهل الأمر وذهب للعمل.

في المساء بعد عودته من العمل. كان جالسا مع قطة من القطط خاصته على الأريكة يشاهد الأخبار، حتى قاطعه طرق عنيف على الباب. فتح ليتفاجأ بأن الطارق كان جارته جوديا، والتي بدت وكأن شرارات الغضب تتطاير من عينيها. كانت تتكلم بسرعة وبغضب لدرجة جعلته يركز في طريقة حديثها المنفعلة أكثر من مضمون ذلك الحديث. لم يفهم شيئا أو يستوعب شيئا فكل ما تذكره كان إغلاقه للباب بعد الإعتذار في كل فاصلة كانت تسمح له بالكلام فيها، وتحدثها عن المقهى والوقوف والكاميرا.

بقي لوهلة يحاول استعادة ما حدث للتو بعدما أغلق الباب، لكنه وجد الأمر صبيانيا فابتسم وأكمل متابعة الأخبار. في تلك الأثناء كانت جوديا تشك بكونه شخصا يتربص بها شرا بعدما راجعت شرائط الكاميرا. فبينما هي تحتاط منه وتتخذ الحذر كلما رأته أو لم تره، كان هو يفكر بأن يعرف نفسه حتى تخف حدة عدائية علاقتهما.

قصة حب

في اليوم التالي قام أمين بزيارة مقهى جوديا وكأنه لم يكن الولد الخجول المتردد أبدا في حياته. كان يرغب أن يتحد ليوضح الغامض ويزيل التوتر الذي بينهما. وبعدما جلس منتظرا ظهورها يفاجأ بها قادمة مع شاب أخر مفتول العضلات، تطرده قبل أن يبدأ الحديث بشكل أهانه قليلا. كان صامتا لم يحدث أية ردة فعل، لكن عيونه لم تنجح بإخفاء الغضب كثيرا. قالت له جوديا بعد نظرته تلك أن عيونه كعيون المجرمين ولسوء حظها كانت تلك أول نظرة تراها من أول جيرانها. كان كلامها جريئا بالنسبة لفتاة خائفة وفي نفس الوقت غاضبة من كونها تلقت نظرة سيئة دون أن تقوم بأي ذنب يجعلها تستحقها.

عاد أمين أدراجه وكلامها عالق كالحلقة في أذنيه. هنا عادت به الذاكرة ليفهم سبب كلامها واتهامها له بأنه رمقها بنظرات مجحفة. تذكر الكلب المسكين ونباحه وتذكر عدم قدرته على الإستيقاظ. تذكر كيف تغير نمط حياته بسبب الكلب وانزعاجه من الأمر في الفترة التي كانت حياته صعبة قليلا. فقرر أن يوضح الأمر بشكل مختلف هذه المرة دون أن يضع نفسه في موقف مزعج بسبب غضبها العنيف. أخد ورقة وقلما وفسر كل شيء بشكل لطيف وأعطاها لأحد الأطفال الذي طرق الباب وسلمها لها مع وردة بيضاء من بلكونته. كان عنوان رسالته (معاهدة سلام) لأنه فعلا طلب السلام بعدما وضح كل شيء واعتذر وفسر نظراته ووقوفه المتكرر أمام المقهى.

بعد الرسالة انفرجت أسارير جوديا، وراح عنها الغضب والخوف وقررت أن تعتدر أيضا من تصرفاتها. قامت جوديا بدعوته للمطعم بتوقيع معاهدة السلام ورسم ابتسامة خلفها وإعادتها له مع طفل أيضا. فقبل الدعوة ومند ذلك اليوم استمرت الزيارات وتشكلت صداقتهما واكتشفا الجوانب الجيدة في بعضهما.

في أحد الأيام عادت جوديا للبيت بعدما أغلقت المقهى، لتجد شخصا ينتظرها حاملا شيئا كبيرا. علمت أنها هدية من شخص ما، فأدخلتها ليرتمي عليها كلب يشبه الذي فقدته كثيرا. كان في عنق الكلب سلسلة بها حمامة تحمل سنبلة. ففهمت أن الكلب هدية من صاحب معاهدة السلام.

كانت هذه بداية وقوعهما في الحب، ليتقدم أمين لطلب يد جوديا للزواج بعد 6 أشهر من الهدية.

قصة حب قصيرة

في مدينة تركيا، يوجد شيخ كبير متلألئ العينين له من الأطفال الشباب العديد. قام هذا الكهل برواية قصة حب حدثت مع زوجته خديجة لنا، بشكل لم ننجح بنسيانها كلما خطرت قصص الحب في بالنا. كانت خديجة شابة في عمر الزواج، ناضجة الفكر، متمسكة بالله والدين قنوعة خلوقة بشوشة.

أما الشيخ فقد كان شابا طموحا، متمردا إن تم إجباره على شيء لا يرغب به. كان والداه يرغبان بتزويجه من خديجة بكل ما يملكانه من إصرار. وكان هو متمردا على رغبتهما رافضا لما يقترحانه، لأنه رغب بزوجة أفضل من خديجة. فخديجة لم تكن من ذوقه وكانت قبيحة في نظره.

كان يحلم كل ليلة أنه يطاردها وهي تهرب منه، رغم أنه في الواقع هو الشخص الهارب منها. تكرر عليه الحلم كثيرا، حتى قرر أن يلبي رغبة والديه فتزوج بها. قال الشيخ عنها بعدما تركته وحيدا مع أبناءه في الدنيا والدموع تملأ عيناه. (لم تخلق في الدنيا إلا خديجتان، خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخديجة زوجته هو). قال إنها أطهر امرأة في الوجود لأن عيونه صورتها كذلك.

كان الشيء الغريب في قصته أنها كانت أيضا تحلم أنه يطاردها وهي تهرب قبل أن يتقدم لخطبتها مثله تماما. وكانت حياتهما الزوجية سعيدة لدرجة أنه لا يطيق صبرا متى يلتقي بها في الجنة حسب ما يقول.

قصة حب

فوائد قراءة قصص الحب

عندما نقرأ أي قصص، فإننا بشكل أخر نعطي أنفسنا حياة في عالم أخر بكل مشاعره وأحداثه وشروطه. نفهم نوعا جديدا من العواطف ونتعلم ردود فعل جديدة ونحن في مكاننا نحمل رواية أو قصة. قصص الحب تجعلنا أذكياء عاطفيا وأفضل في التصرف مع الأخر عندما نقع في الحب، وتجعلنا أكثر رومنسية وفهما للتغيرات.

غير هذه الفوائد فإن روايات الحب تشكل نوعا من المتعة التي تجعل اليوم أفضل لدى كل محبي المطالعة. لا يوجد شخص يكره الحب، خصوصا إن كان جميلا ومتينا وصادقا كما في الروايات والقصص. فبعد القراءات تجد الشخص يغلق القصة مبتسما كأنه هو من عاشها، وهذا أمر جيد ليكون جزء من يوم إيجابي.

عندما تختلط كثرة القصص في دماغ القارئ، يتكون لديه أسلوبه الخاص وخياله الخاص. سيلاحظ أن كتاباته وكلامه صارا أكثر شاعرية تدريجيا. كما ستصبح مخيلته أكثر انفتاحا وقدرة على تصوير أي شيء قد لا يخطر على البال. سيكون قادرا على تخيل كل الإحتمالات التي تؤدي بشريكه إلى التصرف بطريقة ما. وهكذا يصبح بذلك أكثر فهما وتسامحا ونجاحا في القيام بردود الفعل الأكثر حكمة.

عندما تدخلك رواية ما إلى عالمها، وتجعل مشاعرك نوعا ما تتعاطف أو تتشابه مع مشاعر الراوي في القصة فإنك تكون في حالة فك الألغاز وقراءة ما بين السطور. يكون الدماغ في حالة نشاط يحاول تفسير ردود أفعال الشخصيات الأخرى وفهمها، حسب سياق الأحداث وخلفية الشخصيات الإجتماعية والثقافية والنفسية. وهكذا يصبح المرء قادرا بفعل نفس ما يفعله داخل الرواية في الحياة الواقعية، فيفهم صمت الأخر وغضبه، والسر وراء قوله كلاما ما أو قيامه بتصرف ما. بل إن هذا التدريب الذي تمنحه الرواية قد يحمل القارئ لمستوى أعلى وهو التحكم بالصورة التي يحملها الأخرون عنه وبانطباعاتهم وبالتالي التحكم بمشاعرهم.

كانت هذه قصة حب من اروع القصص، قصة حب تلامس أحاسيسنا.. تمس مشاعرنا الرقيقة.. قصة حب تجعلنا ننام مبتسمين… قصة حب تجعلنا نؤمن بالحب… قصة حب تجعلنا نتق في من يحب.. قصة حب تنشر السلام والمحبة والهدوء والسكينة.. قصة حب لكل المتحابين والعشاق… قصة حب تجعلنا نحب ونحب من جديد.

قصة حب



المراجع:

قصة حب -موسوعة موضوع.

قصة حب -موسوعة ويكيبيديا.

السابق
قصة سيدنا يونس كاملة ومكتوبة ..من اروع القصص
التالي
رجيم النقاط دكتور بيرج ..لن تصدق فوائده

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. غير معروف قال:

    (hamel mohammed) (hamel.moha@gmail.com

اترك تعليقاً