قصة الاسراء والمعراج نبذة عن القصة

قصة الاسراء والمعراج، هو أحد أشهر الأحداث، القصص، أو المعجزات الواردة في الإسلام. حدثت قصة الاسراء والمعراج مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد البعثة وقبل الهجرة. تم ذكر حادثة الاسراء في القران الكريم في الآية الأولى من سورة الإسراء. يقول الله تعالى:

“سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”. صدق الله العظيم.

بما أنه ورد الحدث بوضوح في القران، إذن لا مجال لإنكاره. السؤال هنا، ما معنى الإسراء والمعراج بالتحديد.

اقرأ أيضا: قصة اصحاب الأخدود.

ما معنى الاسراء والمعراج

جاءت قصة الاسراء والمعراج بعد أن توفيت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمه أبو طالب الذي يدعمه أمام أكابر قريش. الإسراء والمعراج هما إسمين من فعلين أسرى وعرج. أما الإسراء فمعناه السير ليلا، أما المعراج فهو الصعود إلى أعلى.

فبعد موت عمه وسنده طغت قريش، فجاءت معجزة الاسراء والمعراج كرد وتذكير بقوة الله.

الإسراء هو خروج النبي ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أما المعراج فهو كما قلنا، صعود النبي الى السماوات العليا. الإسراء لغة من أسرى يسري مسري ومعناها السير ليلا، أما المعراج لغة فهو المصعد أو السلم. من الناحية الاصطلاحية، الرحلة من مكة إلى فلسطين التي قام به رسول الله ليلا هي الإسراء والمعراج.

اقرأ أيضا: قصة لوط عليه السلام.

قصة الاسراء والمعراج مكتوبة ومختصرة

في السنة العاشرة من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أو طالب اللذان كانا سنده. حدثت معجزة الإسراء والمعراج في الوقت المناسب ككل المعجزات الإلهية.

كانت مكة قد ضاقت على محمد صلى الله عليه وسلك بعد ما طغى عليه أهل الطائف وسخروا من الدعوة الإسلامية وأذوه بالقول والفعل. كان عمر الرسول عليه السلام حينها خمسون سنة، كان قد تلقى ما ذاق به ذرعا حيث كانوا يرمونه بالحجارة هم وأطفالهم. حينها لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله وقام بالدعاء له. قال في دعائه عليه السلام:

“اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، … إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي”

بعد هذا الدعاء جاء الرد بسرعة على سؤال نبي الله برحلة الإسراء والمعراج. فبعدما تعرض نبي الله للأذية من أهل الأرض، دعاه الله للسماء برحابتها حيث رحب به الجميع. كان تطييب خاطر النبي وتكريمه أحد الأهداف الكبرى ن هذه الرحلة الإعجازية. يقول صلى الله عليه وسلم عن قصة الاسراء والمعراج:

” كنت نائما في بيت عمتي عاتكة، فجاءني جبريل وأيقظني، فطفت بالبيت، ثم أتى بالبراق. والبراق هو دابة تطير لا يعرفها البشر، فحملني عليه وخرج معي، لا يفوتني ولا أفوته حتى وصل بي إلى المسجد الأقصى”.

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل ليلا إلى القدس (علما أن بدأ الرحلة كان ليلا أيضا). فقبل حلول الصبح حدث كل هذا، في زمن لا توجد فيه لا سيارات ولا حتى دراجات نارية أو هوائية. يقول الله تعالى بهذا الصدد تأكيدا على صحة ما قاله نبيه على الرحلة:

“سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إل المسجد الأقصى الذي باركنا حوله الذي باركنا حوله”. الآية الأولى من سورة الإسراء.

دخل رسول الله صلى عليه وسلم المسجد الأقصى فوجد أن فيه اجتماعا لأول مرة يرى مثله. كان الاجتماع مكونا من كل أنبياء الله ورسله بدأ بآدم عليه وسلم إلى عيسى بن مريم المسيح. كان المجموع هو 2400 نبي و300 رسول ينتظرون النبي ليصلوا معه الجماعة. كان الأمر كأن الإسلام هو الخيط الذي يجمع الأديان كلها ببعض وهو أكملها.

بعد ذلك أمر جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم ليقوم إماما في صلاة الجماعة بالأنبياء. وجد النبي في رحلته في كل سماء من السماوات نبيا من الأنبياء. ففي السماء الأولى وجد ادم عليه السلام، وفي الثانية وجد يحيى وعيسى، وهكذا حتى ارتقى النبي بعد السماء السابعة. هنا قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم:

تقدم يا محمد وحدك، فأنت إذا تقدمت اخترقت، وأنا إذا تقدمت احترقت”.

بعدها وصل النبي إلى سدرة المنتهي ليكلم الله دون واسطة مثل كليم الله موسى عليه السلام. هناك في سدرة المنتهى فرض الله الصلاة على عبادة، لتكون هي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء. فالصلاة معراج الروح ومعراج المؤمن وتتمة الروح والجسد واتحادهما. وهذه هي قصة الاسراء والمعراج.

أما عن فرض الصلوات فقد فرضت في البداية خمسون صلاة، لتصبح بعدها خمس صلوات فقط. يقول صلى الله عليه وسلم:

(فَرَضَ اللَّهُ عز وجل عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذلك. فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيق. ُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذلك. فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَي).

قصة الاسراء والمعراج عذاب الرجال

كان عذاب الرجال في الحديث يشمل من الرجال الذين كانوا يشربون الخمر والمسكرات. أما الاخرون فكانوا من الذين يبخسون الميزان، ومن الذين قتلوا نفسا محترمة، ومن القضاة الذين لم يحكموا بين المسلمين بالعدل. أما الباقون فهم عاص لوالديه، ومن وجب عليه الحج ولم يحج، ومن لا يصومون شهر رمضان قصدا، واخرون يمنعون الزكاة. كما يوجد معذبون اخرون من الرجال منهم الذين يكذبون على الله ورسوله.

فمن ذكروا هنا من المعذبين تأتي عذاباتهم بالترتيب على التوالي كما يلي. الذين يسقون من الحميم حتى يتمزق جوفهم وجلودهم، الاخرون معلقون من أرجلهم ويقطعهم ملك بالسيف ويعاد إحياؤه ليقطع من جديد، أما التالي فتبلعه الحية فيصير فحمة سوداء فيتكرر الأمر باستمرار. أما التالي فيكون على فراش من نار وتخرج تحته حية تأكله وتقدفه ليبتلعه تعبان وهكذا دواليك. أما التالي فهو معلق في النار ويضربه الملائكة من الجوانب. واخر هو رجل يداه مغلولتان الى رجله والنار تدخل وتخرج منه لأنه لا يصوم. أما مانع الزكاة فهناك حية تبتلع يديه ورجليه، والكاذب على الله ورسوله قاعد على حصير من نار وملك يقطع لحمه ويطعمه إياه.

ما العبرة من قصة الاسراء والمعراج

العبرة من قصة الاسراء والمعراج هي:

إظهار مكانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء.
إظهار أهمية الصلاة كعبادة فرضت بشكل مباشر وفي السماء خلافا لغيرها من العبادات.
مواساة الرسول صلى الله عليه وسلم وتطييب خاطره.
إظهار قوة الله تعالى وقدرته.
تحذير الناس من العذابات التي سيلقونها إن لم يتوبوا.
تبيين أن العبودية لله شرف عظيم ومقام كبير عند الله.
الثبات على مبدأ واحد رغم المكرهات.
إظهار مكانة البيت الأقصى حيث اختير كمكان يجتمع فيه كل الأنبياء والرسل.

حديث الاسراء والمعراج (قصة الاسراء والمعراج)

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله:

” عليه وعلى آله وسلم يقول لماذا كذبتني قريش قمت في الحجر. فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وانا أنظر اليه “.

عن أنس بن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه: “

“حدثه عن ليلة أسري به، قال بينما انا في الحطيم (وربما قال في الحجر) مضطجعا. إذ أتاني آت فقال وسمعته يقول فشق ـ ما بين هذه الى هذه ـ فقلت للجارود وهو الى جنبي ما يعني به؟

قال من ثغرة نحره الى شعرته وسمعته يقول من قصه الى شعرته ـ فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب ملؤه إيمانا. غسل قلبي ثم حشى، ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض فقال له: الجارود، وهو البراق يا أبا حمزة؟

قال أنس نعم ـ يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه.

فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح. فقيل

– من هذا؟

– قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد أرسل اليه؟

– قال نعم قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء.

ففتح فلما خلصت، فإذا فيها آدم

فقال هذا أبوك: آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه.
فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح
.فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل
من هذا؟ قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد أرسل اليه؟ قال نعم قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت…، وهكذا إلى اخر الحكاية يلتقي كل الرسل ويعبر السماوات.