هل نترك أطفالنا يشاهدون ذبح أضحية العيد
أقسام الموضوع:
- حضور الطفل للذبح من الناحية النفسية.
- حضور الطفل للذبح من الناحية الدينية.
- الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل قبل ذبح الأضحية.
حضور الطفل للذبح من الناحية النفسية:
هل نترك أطفالنا يشاهدون ذبح أضحية العيد؟
- لا يجب حضور الطفل الذي لم يكمل من العمر سبع أو عشر سنوات لرؤية الذبح من الناحية النفسية بحيث يكون فهمه غير متكامل ليدرك السبب وراء قيام أبيه أو الجزار بذبح الخروف. أما ان بلغ العاشرة فيمكنه حضور الذبح وفق الشروط المذكورة في الفقرة الثالثة من هذا الموضوع.
- منظر النحر والدماء المتناثرة جراءه, وكل ما يرافق الذبح من تفاصيل قد تؤثر سلبا على الطفل خصوصا ان كان قد اعتاد على الخروف وفرح لوجوده بحيث بدأ بالإحساس به كصديق.
- قد يرفض الطفل أكل لحم الخروف وفاء لصديقه المذبوح وقد يتطور لديه الأمر من وفاء لخروف الى عادة تلتصق به عندما يكون انسانا راشدا.
- يدوم خوف ما بعد الذبح عند بعض الأطفال مدة طويلة قد تمتد من ساعات لأيام بحيث تمر فرحة عيدهم وشعورهم بالخوف كمن حضر مجزرة بشرية تشكل لديه صدمة نفسية.
- تختلف ردود الأطفال (وبعض البالغين) عند رؤية الذبح خصوصا لمن يحضرونه لأول مرة، منهم من يشعر بالدوار والغثيان، منهم من يقوم بالبكاء، منهم من يكره الجزار الى الأبد، ومنهم من لا يظهر عليه التأثير حتى يكبر وتكون سلوكياته خالية من الإنسانية.
حضور الطفل للذبح من الناحية الدينية:
عندما نرى أطفالنا يشاهدون ذبح أضحية العيد نتسائل ان كان هذا الأمر مستحب أو مكروه من ناحية الدين.
- يقول الفقهاء بأنه لا يوجد أي توجيه ديني يفيد صراحة بمنع أو استحباب حضور الأطفال أثناء الذبح لمشاهدة الأضحية في عيد الأضحى والسبب هو كون الدين مراعيا للطبيعة الحساسة لنفسية الأطفال.
- يوجد حديث واحد فقط متعلق بهذا الموضوع وهو الذي أمر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة أن تقوم فتشهد أضحيتها. هذا الحديث أولا موجه الى فاطمة وليس الى الأطفال أو عن الأطفال. والأهم من ذلك أنه حديث ضعيف ضعفه الامام الألباني في (ضعيف الترغيب والترهيب).
- قصة ذبح نبي الله إسماعيل حدثت عندما بلغ إسماعيل عليه السلام سن السعي أي فوق سبع سنوات على الأقل، أي أن إبراهيم عليه السلام لم يقل شيئا لإسماعيل حتى بلغ ذلك القدر من العمر ليفهم صدق أبيه ويستوعب الموضوع بدل التعامل معه كمشهد رعب. فالآية تقول: “فلما بلغ السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين”.
الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل قبل ذبح الأضحية:
- أن يبلغ الطفل من العمر سبع أو عشر سنوات على الأقل.
- تهيئة الطفل لسنوات قبل السنة السابعة أو العاشرة التي سيحضر فيها الى الذبح وذلك بمجموعة من الأشياء مثل أن تخبره أولا عن فضل الصدقة وتخرج معه لتوزيع لحم الأضحية على المحتاجين دون أن يحضر الذبح، وأن تخبره عن قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وتتعامل مع ردود أفعاله تجاه القصة بعقلانية وتجيبه بشكل صحيح عن أسئلته ثم تمهد له لسنة عيد الأضحى عند المسلمين ومختلف أسبابها ودلالاتها وأجرها والهدف منها. عندما تلاحظ أنه بدأ مستعدا يمكنه حضور الذبح.
- يجب احضار الأضحية الى البيت في أخر وقت ممكن حتى لا يعتاد عليها الطفل كثيرا ويرتبط بها كثيرا من الناحية العاطفية.
- في أول سنة للذبح، يجب ألا يحضر الطفل لعملية الذبح من البداية كي لا يرى مفارقة الخروف لأنفاسه والدماء المتناثرة.
- بعد ذلك يمكنه الحضور تدريجيا لكل مراحل عملية الذبح أو تقديم يد المساعدة والتصدق مع ولي أمره.
- قد لا يتقبل بعض الأبناء من سن السبع سنوات وما حولها قصة ذبح أب لابنه بسبب الوحي أو الرؤيا، لذلك كلما تم تأخير الأمر حتى يكبر الطفل قليلا كلما كان أفضل. فقد تشكل القصة لدى هؤلاء الأطفال خوفا وفقدان للثقة من الجميع. لأن مفهوم التضحية والرؤيا لازال غامضا على عقولها ومبكرا ليستوعبوه جيدا.
خلاصة القول في موضوع ترك الطفل يشاهذ ذبح خروف العيد أو أضحية العيد كيفما كانت أو حتى ذبح أي حيوان أخر كيفما كان, فهو أمر غير معقول لأن الأطفال يستخدمون عواطفم أكثر من عقلهم ولا يستطيعون ادراك سبب ذبح حيوان ما, لهذا يفضل ترك هذه الأمور الى حين أن يكبر الطفا ويستوعب عقله الكثير من الأشياء في الحياة.لهذا يجب أن لا نترك أطفالنا يشاهدون ذبح أضحية العيد.
المراجع:
الامام منيرة الهذيب-الجدل المتكرر.. ذبح «الأضاحي» أمام الأطفال هل يضرهم.
السن المناسب لمشاهدة الأطفال لذبح أضحية العيد ليمام سامي.
نوال اليعقوبي
naoual.elyaakoubi2@gmail.com